روائع مختارة | واحة الأسرة | قضايا ومشكلات أسرية | ظاهرة الاعتماد على الخادمات

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > قضايا ومشكلات أسرية > ظاهرة الاعتماد على الخادمات


  ظاهرة الاعتماد على الخادمات
     عدد مرات المشاهدة: 1863        عدد مرات الإرسال: 0

من الظواهر الخطيرة التي أصبحت تهدد سلامة وأمن مجتمعاتنا العربية ظاهرة إعتماد الكثير من العائلات على الخادمات العرب والأجانب، رغم أن البيوت صارت أفضل حالًا من ذي قبل من حيث التصميم والنظافة والصيانة وتوفر الأجهزة الموفرة للوقت والجهد، الأمر الذي أدى إلى تفشي المنكرات والمحرمات وضياع الكثير من البنين والبنات بسبب طول فترة بقاء الخادمات مع الأبناء وتأثرهم بهن عقديًا وفكريًا وثقافيًا..... إلخ!.. مع عدم مراقبة أولياء الأمور تصرفات أولادهم وتصرفات هؤلاء الخادمات، نظرًا لإنشغالهم بأعمالهم خارج المنزل وتقاعسهم عن أداء واجباتهم الرئيسة ودورهم المنوطين به نحو أبنائهم بإعتبارهم أمانة في أعناقهم سيسألهم الله عنها يوم القيامة، وبالتالي ينبغي الحفاظ عليها وعدم تركها عرضة لكل أسباب الهلاك والفساد دون تحريك ساكن أو دون مبالاة بخطورة ذلك على حاضر هؤلاء الأبناء ومستقبلهم!..

* هناك عدة أسباب أدت في مجملها إلى إنتشار تلك الظاهرة ومن بينها:

أولًا: الترف الذي تحيا في ظله العديد من الأسر العربية الثرية التي تسكن قصورًا أو بيوتًا شاسعة وكثيرة الحجرات وتحفل بأشكال وألوان من الأثاث الفاخر مما أدى إلى الإستعانة بالخادمات لعجز ربات هذه المنازل عن القيام بتنظيف وتنظيم شؤون هذه البيوت بمفردهن.

ثانيًا: خروج الكثير من الزوجات والأمهات للعمل وانشغال بناتهن باستكمال التعليم للحصول على الشهادات العليا ومن ثم النزول لسوق العمل، وما صاحب ذلك من استقدام الخادمات للقيام بدلًا منهن بما كان ينبغي أن يقمن به.

ثالثًا: إهمال وتقصير الكثير من الزوجات في أداء واجباتهن المنزلية، الأمر الذي يضطر الأزواج إلى إستقدام خادمات عِوضًا عنهن، للحفاظ على كيان الأسرة ومنعًا من حدوث مشكلات عديدة غير محمودة العواقب.

رابعًا: كثرة عدد أفراد الأسرة وإحتياجهم لمزيد من الرعاية والخدمة.

خامسًا: اتجاه بعض الأزواج إلى إراحة زوجاتهم وإعفائهن من أمور الخدمة المنزلية.

سادسًا: التقليد والمحاكاة وتفاخر الكثير من العائلات أمام الناس بأنهم مخدومون طول الوقت ويعيشون في رغد من العيش.

* أخطار الاعتماد على الخادمات:

مما لا شك فيه أن الإختلاط مهما تعددت صوره وأشكاله لابد وأن يكون له عواقب وخيمة على المدى القريب أو البعيد..

وتعد مخالطة الخادمات لأفراد الأسر ذات تأثير سلبي خطير على الأبناء ونشأتهم حيث يعشن معهم تحت سقف واحد وتنشأ بينهم حالة من التفاعل الإجتماعي والثقافي وخلافه، مما ينتج عنه عدة أخطار ومنها:

1= الخادمات غير المسلمات خطر على العقيدة:

تلجأ العديد من العائلات الثرية إلى الإستعانة بخادمات أجانب غير مسلمات بدعوى أنهن الأرقى والأصدق وأهل للثقة والأمانة!، وهذا الأمر جد خطير لما يترتب عليه من مجالسة لهن وإطمئنان وثقة فيهن تفضي إلى موالاة الكفار ومحبتهم، وقد نهانا الله عز وجل عن ذلك في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض، ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} [المائدة:51].

وإن أعظم الخطر يكون على الأطفال الذين يسهل التأثير عليهم لجهلهم بأمور الدين، فكثيرًا ما تزعزع الخادمات الكافرات العقيدة في نفوس الأطفال ويعلمنهم طقوس دياناتهن، ويغرسن بداخلهم قيمًا ومبادئ تخالف الشريعة الإسلامية.

ومن أخطار الخادمات على العقيدة أيضًا إعجاب أفراد الأسرة بتصرفاتهن وبعض أفعالهن المصطنعة مثل التظاهر بالصدق والإتقان مما قد يغري البعض بتقليدهن ومحاكاتهن في كل شيء والتودد إليهن والأنس بهن.... إلخ!..

2- خطر الخادمات على الفكر والثقافة:

الكثير من الخادمات أصبحن في البيوت أمهات بديلة ومربيات وأستاذات وصديقات لطول مكوثهن وصحبتهن للأطفال وتدخلهن في كل ما يعنيهم، مما يتيح لهن نشر مفاهيم وعقائد خاطئة وبث الأفكار الفاسدة المنحرفة بداخلهم وإشاعة الرذائل والفواحش من الأقوال والأفعال.

3- خطر الخادمات على أمن الوطن والمواطن:

هناك من الخادمات من هن محترفات للجريمة ومنتميات إلى عصابات إجرامية كبيرة، يدخلن البيوت تحت ستار الخدمة لكنهن يهدفن في المقام الأول إلى السرقة أو ترويج المخدرات ونشر الفواحش بين المسلمين والمسلمات، وأحيانًا يكون هدفهن هو التجسس أو الحصول على معلومات معينة لصالح جهات محددة!.

ولعلاج هذه الظاهرة خطيرة الويلات ينبغي أن تدرك كل زوجة وأم جيدًا أنها راعية في بيت زوجها تصنع الطعام له وتنظف وترتب البيت بنفسها وتربي أبناءها تربية سليمة وتغرس فيهم الحميد من الأخلاق والقيم والمُثُل، ولا تعطي فرصة لكائن من كان أن يلوث فطرة وعقيدة وفكر فلذات كبدها، حتى لا تدفع والمجتمع كله ثمن ذلك غاليا، أما إذا كانت الزوجة مريضة أو مُسِنة، فينبغي عند الإستعانة بخادمة توخي الحذر والدقة عند الإختيار بحيث تكون الخادمة مسلمة حسنة الخلق وطيبة السمعة لا تتكشف أثناء تنظيفها البيت أمام الرجال أو الأبناء الذين بلغوا الحُلُم، وألا يتم الإعتماد والإتكال عليها في كل أمور البيت بل يجب تحديد مهام معينة تقوم بها بعيدًا عن تربية الأبناء والجلوس معهم فترات طويلة.

الكاتب: هناء المداح.

المصدر: موقع رسالة المرأة.